يوم دحيت الأرض
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: إن أول رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مائة سنة، صام نهارها وقام ليلها، وأيما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربهم عز وجل لم يتفرقوا حتى يعطوا سؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة يضع منها تسعة وتسعين في حلق الذاكرين، والصائمين في ذلك اليوم، والقائمين في تلك الليلة.
وفى حديث آخر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وانزل الله الرحمة لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم كان له كصوم سبعين سنة.
وفى رواية: في خمس وعشرين ليلة من ذي القعدة أنزلت الرحمة من السماء، وانزل تعظيم الكعبة على آدم عليه السلام، فمن صام ذلك اليوم استغفر له كل شئ بين السماء والأرض.
أنّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفارة لذنوب سبعين سنة، على رواية اُخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة ويستغفر لمن صامه كلّ شيء بين السماء والأرض وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل.
وقد ورد لهذا اليوم ـ سوى الصيام والعبادة وذكر الله تعالى والغسلُ عملان:
الأول: صلاة مرويّة في كتب الشيعة القميّين، وهي ركعتان تُصلّى عند الضحى بـالحمد مرّة والشمس خمس مرّات ويقول بعد التسليم: لا حَولَ وَلا قوَّةَ إلاّ بِالله العَليِّ العَظيمِ.
ثمّ يدعو ويقول: يا مُقيلَ العَثَراتِ أقِلني عَثرَتي يا مُجيبَ الدَّعَواتِ أجِب دَعوَتي يا سامِعَ الأصواتِ اسمَع صَوتي وَارحَمني وَتَجاوَز عَن سَيِّئاتي وَما عِندي يا ذا الجَلالِ وَالإكرام.
الثاني: هذا الدعاء الذي قال الشيخ في (المصباح): إنه يستحب الدعاء به:
اللهُمَّ داحيَ الكَعبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ وَصارِفَ اللَّزبَةِ وَكاشِفَ كُلِّ كُربَةٍ، أسألُكَ في هذا اليَومِ مِن أيامِكَ الَّتي أعظَمتَ حَقَّها وَأقدَمتَ سَبقَها وَجَعَلتَها عِندَ المُؤمِنينَ وَديعَةً وَإلَيكَ ذَريعَةً وَبِرَحمَتِكَ الوَسيعَةِ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ المُنتَجَبِ في الميثاقِ القَريبِ يَومَ التَّلاقِ فاتِقِ كُلِّ رَتقٍ وَداعٍ إلى كُلِّ حَقٍّ وَعَلى أهلِ بَيتِهِ الأطهارِ الهُداةِ المَنارِ دَعائِمِ الجَبَّارِ وَوُلاةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأعطِنا في يَومِنا هذا مِن عَطائِكَ المَخزونِ غَيرَ مَقطوعٍ وَلا مَمنوعٍ، تَجمَعُ لَنا بِهِ التَّوبَةَ وَحُسنَ الأوبَةِ، يا خَيرَ مَدعوٍّ وَأكرَمَ مَرجوٍّ يا كَفَيُّ يا وَفيُّ، يا مَن لُطفُهُ خَفيٌّ اُلطُف لي بِلُطفِكَ وَأسعِدني بِعَفوِكَ وَأيِّدني بِنَصرِكَ وَلا تُنسِني كَريمَ ذِكرِكَ بِوُلاةِ أمرِكَ وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحفَظني مِن شَوائِبِ الدَّهرِ إلى يَومِ الحَشرِ وَالنَّشرِ وَأشهِدني أولياءَكَ عِندَ خُروجِ نَفسي وَحُلولِ رَمسي وَانقِطاعِ عَمَلي وَانقَضاءِ أجَلي اللهُمَّ وَاذكُرني عَلى طولِ البِلى إذا حَلَلتُ بَينَ أطباقِ الثَّرى وَنَسيَني النَّاسونَ مِنَ الوَرى وَأحلِلني دارَ المُقامَةِ وَبَوِّئني مَنزِلَ الكَرامَةِ وَاجعَلني مِن مُرافِقي أوليائِكَ وَأهلِ اجتِبائِكَ واصطِفائِكَ، وَبارِك لي في لِقائِكَ وَارزُقني حُسنَ العَمَلِ قَبلَ حُلوِلِ الأجَلِ بَريئاً مِنَ الزَلَلِ وَسوءِ الخَطَلِ ، اللهُمَّ وَأورِدني حَوضَ نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه و آله) وَاسقِني مِنهُ مَشرَباً رَويا سائِغاً هَنيئاً لا أظمأُ بَعدَهُ وَلا اُحَلَّا وِردَهُ وَلا عَنهُ أُذادُ، وَاجعَلهُ لي خَيرَ زادٍ وَأوفى ميعادٍ يَومَ يَقومُ الأشهادُ.
اللهُمَّ وَالعَن جَبابِرَةَ الأوَّلينَ وَالآخرينَ وَبِحُقوقِ أوليائِكَ المُستَأثِرينَ، اللهُمَّ وَاقصِم دَعائِمَهُم وَأهْلِكَ أشياعَهُم وَعامِلَهُم وَعَجِّلْ مَهالِكَهُم وَاسلُبهُم مَمالِكَهُم وَضَيِّق عَلَيهِم مَسالِكَهُم وَالعَن مُساهِمَهُم وَمُشارِكَهُم، اللهُمَّ وَعَجِّل فَرَجَ أوليائِكَ وَاردُد عَلَيهِم مَظالِمَهُم وأظهِر بِالحَقِّ قائِمَهُم وَاجعَلهُ لِدينِكَ مُنتَصِراً وَبِأمرِكَ في أعدائِكَ مُؤتَمِراً، اللهُمَّ احفُفهُ بِملائِكَةِ النَّصرِ وَبِما ألقَيتَ إلَيهِ مِنَ الأمرِ في لَيلَةِ القَدرِ مُنتَقِماً لَكَ حَتَّى تَرضى وَيَعودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيهِ جَديداً غَضّاً وَيَمحَضَ الحَقَّ مَحضاً وَيَرفُضَ الباطِلَ رَفضاً، اللهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ وَاجعَلنا مِن صَحبِهِ وَاُسرَتِهِ وَابعَثنا في كَرَّتِهِ حَتَّى نَكونَ في زَمانِهِ مِن أعوانِهِ، اللهُمَّ أدرِك بِنا قيامَهُ وَأشهِدنا أيامَهُ .وَصَلِّ عَلَيهِ وَاردُد إلَينا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
المصدر : تطبيق المجيب